دروس و ملخصات التاريخ و الجغرافيا للسنة الثالثة ثانوي

من الثنائية الى الاحادية القطبية


من الثنائية الى الاحادية القطبية

مقدمة:
بعد تخلص العالم من شبح الحرب الباردة فرض عليه واقعا جديدا عرف بالنظام الدولي الجديد واتجهت إليه أنظار جميع دول العالم، كما أن زوال الخطر الشيوعي يعد حدث ترتب عليه إعادة تنظيم العلاقات الدولية، كما أن بروز الزعامة الأمريكية دليل على هذا التغيير.
- فما المقصود بالنظام الدولي الجديد ؟
- وما أسباب التحول من الثنائية إلى الأحادية ؟
- وما أهداف ذلك؟
- وما أهدافه ومؤسساته ؟
تفكك الكتلة الشرقية وسياسة التطويق:
يعود تفكك الكتلة الشرقية وانهيارها أساسا إلى تفكك الاتحاد السوفياتي وانهياره تبعا لعدة أسباب وهي:
- تعدد قومياته البشرية: إذ تشكل أساسا من 32 قومية، بينها اختلافات لغوية وعرقية ودينية كبيرة.
- محاولة السلطة السوفياتية تحقيق سياسة التوازن الجهوي عبر المجال الواسع للإتحاد السوفياتي (مساحته تبلغ 22.4 مليون كيلومتر مربع)، وهو ما أرهق الخزينة السوفياتية وعرضها للعجز في نهاية المطاف.
- تركيز السلطة السوفياتية على الجانب العسكري على حساب الجانب الاجتماعي للسكان، وهو ما ولد نقمة اجتماعية ضدها.
- اهتمام السلطة السوفياتية بحلفائها في الخارج ولو على حساب مصالح شعوبها في الداخل، وهو ما زاد من النقمة الاجتماعية ضدها.
- تميز الاقتصاد السوفياتي بمركزية شديدة غيبت الاجتهادات الفردية، وهو ما خلق هوة بين الطبقة العاملة والسلطة الحاكمة، وأدى إلى ركود الاقتصاد السوفياتي.
- التدخلات العسكرية العديدة للجيش الأحمر السوفياتي في الخارج وما نجم عنها من خسائر مادية وبشرية.
- فشل السوفيات في تحقيق أمنهم الغذائي رغم ما بذلوه من جهود، وهو ما عرضهم لضغط السلاح الأخضر الأمريكي.
- عمل الولايات المتحدة الأمريكية ضد الاتحاد السوفياتي بغرض إسقاطه حتى يتسنى لها الأمر بتزعم العالم.
- ضعف حلفاء الاتحاد السوفياتي في الخارج.
- سياسة ميخائيل غوربتشاف الإصلاحية في نهاية الثمانينات والتي بناها على سياستي الغلانسوست (الشفافية والوضوح في التسيير) والبروستوريكا (تحديث الاشتراكية وإدخال الديموقراطية فيما بينها).
وهذا لم يكتف العالم الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية بإسقاط الاتحاد السوفياتي وتفكيكه لعدة دول بل عمد إلى تطويق أكبر الجمهوريات المستقلة عنه ووريثته سياسيا واقتصاديا وعسكريا (روسيا) بمجموعة من الدول الصغرى تحول دون وصول روسيا إلى المناطق الدافئة في شمال ووسط وجنوب أوروبا، وآخر مظاهر سياسة التطويق هو محاولة الولايات المتحدة الأمريكية نشر درع صاروخي أمريكي بدول أوروبا الشرقية قرب الحدود الروسية.
مظاهر تفكك الكتلة الشرقية (مظاهر نهاية الحرب الباردة):
- تفكك الاتحاد السوفياتي وانهياره في 21 ديسمبر 1991م أدى إلى تفكك الكتلة الشرقية، وتحول دول أوروبا الشرقية من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي مع مطلع التسعينات.
- حل حلف وارسو العسكري ومنظمة الكومكون الاقتصادية بعد قمة مالطا ديسمبر 1989م.
- تحطيم جدار برلين في 9 نوفمبر 1989م.
- توحيد ألمانيا في 3 أكتوبر 1990م.
ملامح النظام الدولي الجديد:
مفهوم النظام الدولي الجديد:
هو مجموعة القواعد والأسس التي يراد بها تسيير عالم ما بعد الحرب الباردة في جميع المجالات، والهادفة إلى إيجاد عالم مستقر خال من النزاعات، تسوده الديموقراطية والتعاون والإيحاء بين الدول، كما هو في ذات الوقت النظام الذي تريد الولايات المتحدة الأمريكية من خلاله فرض هيمنتها على العالم بعد انفرادها بالزعامة الدولية إثر تفكك الاتحاد السوفياتي، وقد طرحت فكرة هذا النظام لأول مرة على لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب خلال مؤتمري باريس في نوفمبر 1990م ومدريد في أكتوبر ونوفمبر1991.
أسباب ظهور النظام الدولي الجديد:
- الرغبة الأمريكية القوية في السيطرة على العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
- تفكك الاتحاد السوفياتي.
- زوال المعسكر الشرقي.
- إنفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالزعامة الدولية.
أهدافه النظام الدولي الجديد:
أ – الأهداف الظاهرة:
- إيجاد عالم مستقر خال من النزاعات الدولية بتقوية دور هيئة الأمم المتحدة.
- نشر الديموقراطية في كافة أنحاء العالم.
- ترقية حقوق الإنسان في كافة المناطق.
ب – الأهداف الخفية (الحقيقية):
- ترجيح كفة الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوية دورها الريادي على الساحة الدولية.
- تكوين كتلة دولية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة أي تكتل دولي معارض للنظام الدولي الجديد.
- زيادة هيمنة الدول الكبرى على ثروات الشعوب المستضعفة بحجة تشجيع الاستثمار وحرية التجارة.
- زيادة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الصغرى تحت غطاء نشر الديموقراطية وترقية حقوق الإنسان.
المؤسسات الفاعلة في النظام الدولي الجديد (أساليب تطبيقه):
المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية:
وهي صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمنظمة العالمية للتجارة الحرة، وتستخدمها الدول الكبرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية كأدوات اقتصادية لفرض هيمنتها على الدول الضعيفة وإرغامها على القبول بالنظام الدولي الجديد من خلال ربط استفادة الدول من خدمات تلك المؤسسات بشروط مجحفة تخدم بالدرجة الأولى مصالح الدول الكبرى داخل الدول الصغرى.
هيئة الأمم المتحدة:
تستخدم كأداة سياسية بمنح الشرعية الدولية للتدخلات الأجنبية للدول الكبرى في الشؤون الداخلية للدول الصغرى مثل ضرب العراق، ومسألة دارفور في السودان ...
الحلف الأطلسي:
وهو الأداة العسكرية التي تراهن عليها الولايات المتحدة الأمريكية لفرض هذا النظام بقوة السلاح، لذلك نجده الحلف الوحيد الذي أبقي عليه حتى بعد نهاية الحرب الباردة.
المنظمات غير الحكومية:
وهي منظمات غير سياسية تنشط في عدة مجالات مثل حقوق الإنسان والديموقراطية وشؤون المرأة والطفل والبيئة وتستغل هذه المنظمات هذا النظام باستغلال تقاريرها في التدخل بالشؤون الداخلية.
الشركات المتعددة الجنسيات:
وهي أداة للاستعمار الاقتصادي الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية، وبات اليوم يزداد خطورة كون الدول الكبرى تستخدم هذه الشركات في استنزاف قدرات الدول، وهو ما يؤدي إلى إضعافها وإفقارها، ويسهل فرض الحلول عليها.
وسائل الإعلام:
وهي من أهم المؤسسات الفاعلة في هذا النظام ومن أخطر أساليبه في ظل تطور نظم الاتصالات في عالم اليوم، وسيطرة الدول الرأسمالية الغربية عليها، إذ أن هنالك أربع وكالات أنباء فقط تسيطر على 80% من تدفق المعلومات في العالم، وتكرس هذه النسبة لخدمة المصالح الغربية الرأسمالية بنسبة 90% من اجل ترسيخ أفكار الغرب وتمرير رسالته الغربية والحضارية وفرض هيمنته وسلطته.
انعكاسات النظام الدولي الجديد في ظل الأحادية القطبية على العالم الثالث:
تحول الصراع بين الشرق والغرب إلى صراع بين الشمال والجنوب.
السيطرة على خيرات دول العالم الثالث.
إضعاف المنظمات التي تجمع بين دول العالم الثالث كمنظمة الوحدة الافريقية [الاتحاد الإفريقي حاليا] ...الخ.
خاتمة: إن هذا النظام سيف ذو حدين فبقدر ما يمكن للمجتمعات أن تكسب بعض من المزايا بقدر ما يمكنها أن تخسر الكثير دون أن تشعر.




للمزيد من الدروس يرجى زيارة موقعنا :

أكادمية البكالوريا في الجزائر
ازمة الصراع .jpg
espace-etudiant.net - 1.jpg
espace-etudiant.net - 2.png