اختبارات الثلاثي الثالث ( البكالوريا التجريبية ) في اللغة العربية للسنة الثالثة ثانوي شعبة لغات أجنبية

امتحان بكالوريا التجريبي في مادة اللغة و الأدب العربي شعبة اداب و لغات+التصحيح


لا بدَّ من يوم تتوحد فيه البشرية فتغدو هذه الدول وهذه الدويلات التي يكتظ بها سطح الأرض دولة واحدة لا منافس لها في الحكم والسلطان إلا الطبيعة. وإذ ذاك فالقوى البدنية والروحية الهائلة التي تهدرها اليوم شعوب الأرض هدرًا في المحافظة على كيانها القومي والسياسي والاقتصادي أو في توسيع ذلك الكيان على حساب جاراتها القريبات والبعيدات تتحوَّل جميعها من أسلحة هدَّامة أثيمة إلى أسلحة بنَّاءة كريمة. فهي هدامة وأثيمة ما دام الإنسان (يستعملها) لامتهان كرامة أخيه الإنسان ولمزاحمته على لقمة يتبلغ بها أو على ساعة من الهناءة يكشح بها غيوم المعيشة عن قلبه. وهي بناءة وكريمة عندما يلجأ إليها الإنسان ليبتز من الطبيعة خيراتها ويفض ما أغلق عليه من أسرارها فيسخرها لغاياته بدلاً من أن يكون مسخرًا لغاياتها، ويذللها لمشيئته بدلاً من أن يكون عبدًا لمشيئتها.
لا بدَّ من يوم تتمزَّق فيه غشاوات التعصب الإقليمي والعرقي والديني عن أعين الناس فيبصرون من بعد عمى، ويستفيقون من بعد غفلة. ويدركون أن ما (ينفع أمة ) ينفع كل الأمم. وما يضير أمة يضير كل الأمم. وأن الأرض ليست موطنًا لشعب دون شعب، وخيراتها ليست وقفًا على دولة دون دولة. وأن النزاع على الأرض لا غالب فيه إلا الأرض أما النزاع مع الأرض فقد يؤدي(– بل هو سيؤدي حتمًا-) إلى غلبة الإنسان على الأرض. وغلبة الأرض على الإنسان ستكون نقطة انطلاقه إلى الحرية. وهي غلبة لن تتم لهذه الأمة وحدها أو لهاتيك. بل تتم بجهود جميع الأمم وجميع الناس. وإذن فهي غلبة الإنسانية لا غلبة دولة بعينها أو إنسان بعينه. وإذن فالغنيمة هي للكلِّ بالسواء، لا للعملاق دون القزم، ولا للمبصر دون الضرير، ولا للشاب والكهل دون الطفل والشيخ.
أجل، لا بدَّ من يوم تبوح فيه الأرض بأسرارها للإنسان، فيبصر أين كان وماذا كان وكيف تدرَّج على مدى الأزمان، ويدرك أنه ما تقمَّط بالزمان ليبقى إلى الأبد رهين الزمان. بل ليقهر في النهاية الزمان. ولا استوطن الأرض ليستأثر للأرض بل ليجعل منها نقطة الوثوب إلى السماء.
ميخائيل نعيمة (النور و الديجور )
الأســــــــــــــئــلـــــــــــــــــــــة :
البناء الفكري :

1 - ما القضية التي شغلت بال الشاعر في هذا النص ؟ و ما علاقتها باتجاهه الفني ؟
2 – فيم تستغل شعوب الأرض قواها البدنية و الروحية ؟ و ما الدافع إلى ذلك ؟
3 – متى تكون هذه القوى بناءة كريمة ؟
4 - إلم يدعو الشاعر في الفقرة الثانية ؟ أتجد ذلك قابلا للتحقق ؟ لماذا ؟
5 – في النص عدة قيم ، استخرج أبرزها ووضحها .
6 – لخص مضمون النص في بضعة أسطر .
البناء اللغوي :

1 – أعرب ما تحته خط إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل .
2 – ظاهرة التكرار بارزة في النص ، مثل لذلك و بين أثر التكرار في بناء النص .
3 – حدد نوع الصورة البيانية فيما يلي ثم اشرحها . " أن يكون عبدا لمشيئتها " و " لابد من يوم تبوح فيه الأرض بأسرارها للإنسان "
4 – استخرج من النص تقابلا و تضادا و بين اثرهما في المعنى .
5 – ما النمط السائد في النص ، اذكر بعض مؤشراته .
6 – بين معاني حرفي الجر فيما يلي : " يكشح بها , تتمزق فيه " ( 3 أ ف )

التقويم النقدي :

ميخائيل نعيمة كاتب ، ناقد و شاعر ينتمي إلى مدرسة تركت بصماتها في الشعر العربي الحديث .
- ما المدرسة الفنية التي ينتمي إليها ، من أسسها ؟
- اذكر بعض خصائصها .

تصحيح الإختبار . الموضوع الأول :
البناء الفكري :
1 - القضية التي شغلت بال الكاتب في هذا النص هي تحقيق وحدة انسانية عالمية يصبح فيه العالم كله دولة واحدة .
الشاعر ينتمي إلى مدرسة المهجر التي يدعو اصحابها إلى تحقيق عالم مثالي يسوده الخير و الحق و الجمال .
2 – تستغل شعوب الارض تلك القوى في الصراعات و الحروب و استغلال الغير ،و الدافع إلى ذلك فرض وجودها السياسي و الإقتصادي
3 – تكون هذه القوى بناءة كريمة إذا سخرها الإنسان لاستغلال خيرات الأرض و فض اسرارها لخدمة
مصالحه عوض أن يكون هو في خدمتها و عبدا لها .
4 – يدعو الكاتب في الفقرة الثانية إلى تمزيق غشاوات التعصب بكل اشكاله و العمل على تحويل النزاع بين الشعوب إلى نزاع مع الأرض واستغلال هذه الأخيرة لصالح الكل .
ما يدعو إليه الكاتب صعب التحقق إن لم نقل مستحيلا لأن أنانية الإنسان و حبه للتسلط و الإستغلال يحول دون ذلك .
5 – أبرز قيمة في النص هي القيمة الإنسانية التي تتجسد في دعوة الكاتب إلى تحقيق عالم مثالي تذوب فيه كل أشكال التعصب و الفوارق ويصبح العالم دولة واحدة .
6 - تلخيص النص .
البناء اللغوي :
1 – الإعراب :
- الدول : بدل مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة .
- إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية و هو مضاف .
إذن : حرف جواب و جزاء مبني على السكون لا محل له من الإعراب
( يستعملها ) ج ف في محل نصب خبر ما دام
( ينفع أمة ) ج صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .
( بل سيؤدي ... ) جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب .
2 – تعمد الكاتب تكرار بعض الكلمات ك : لابد ، الأرض ، الإنسان ، للتأكيد و الإلحاح على المعنى و تحقيق الإتساق و الإنسجام .
3 – الصورة البيانية : أن يكون عبدا : تشبيه بليغ : الضمير المستتر العائد على الإنسان : مشبه / عبدا : مشبه به ,
- تبوح الأرض بأسرارها : استعارة مكنية : شبه الأرض بإنسان يبوح بأسراره .
4 – التقابل : ما ينفع أمة ينفع كل الأمم و ما يضير أمة يضير كل الأمم
- التضاد : المبصر الضرير / العملاق القزم / القريبات البعيدات .
5 – النمط السائد في النص : الحجاج : من مؤشراته : اعتماد الأدلة و الحجج للإقناع ، أسلوب الإستقراء و الإستنتاج ، استعمال أدوات الربط المختلفة للتعليل و التوكيد ....
- 6 معاني حروف الجر : بها : الإستعانة
فيه : الظرفية الزمانية
التقويم النقدي :
- ينتمي ميخائيل نعيمة إلى مدرسة المهجر ، الرابطة القلمية
- من خصائصها : النزعة الإنسانية ، النزعة الرومانسية ، الإستعانة بألفاظ عذبة رقيقة موحية ، النزعة التفاؤلية ، التحرر من قيود الوزن و القافية . ...
- و من أشهر روادها : أيليا أبوماضي ، ميخائيل نعيمة ، جبران حليل جبران ، نسيب عريضة ....